دورة حياة الأنظمة (Software development life cycle (SDLC))
لايمكن للعقل
البشري أن يتخيل بناء موقع معين ( على سبيل المثال عمارة ) على أرض معينة , بدون
مراحل مسبقة يتم وضعها بالترتيب حسب جداول زمنية و كلف مثبتة و إحصائيات دقيقة .
هذه المراحل تعطي
مرونة عالية بالتعديل و الرجوع الى المراحل السابقة و الثقة بنجاح
المشروع من خلال إعطاء فرصة لذوي المصلحة بمتابعة التطوير و إبداء الملاحظات في
المراحل الأولية و دراية عالية بجوانب المشروع و مفاهيم و متطلبات الزبون . فلو
أخذنا المثال أعلاة و طبقناه على مراحل التطوير لشاهدنا المرحلة الأولية و هي جمع
المتطلبات ( عدد الطوابق في العمارة , نوع البناء , المدة المحددة , التكاليف
المتوقعة , الميزانية الموضوعة , الوظائف الرئيسية للعمارة ( ومنها الماء ,
الكهرباء ) ... الخ ) , مرحلة التحليل وهذه المرحلة تقوم بتحليل المتطلبات التي جمعت
من المرحلة السابقة و مقارنتها مع الخيارات الأخرى و تدقيقها مع ذوي المصلحة و
تحديث المتطلبات إن إقتضت الضرورة , مرحلة التخطيط ( هذه المرحلة تعتمد بشكل رئيسي
على المراحل السابقة بحيث يتم وضع المخططات الرئيسية للبناء و الأشكال الهندسية التي تشكل العمارة ). وبعد
إكتمال كل هذه المراحل تأتي مرحلة التنفيذ ( البناء ) و تعتبر المرحلة التنفيذية
الحقيقية للبناء الفعلي للعمارة التي
تعتمد في بنائها على الأسس التي وضعت في المراحل السابقة .
هذا المثال الحي
يقاس على جميع المجالات العلمية و التقنية
فنرى إعتماد المشاريع المتوسطة و العملاقة على مراحل تحدد ملامحها منذ إنطلاق
الشرارة الأولى ( الفكرة ) الى وصول المنتج الى الزبون و من ثم صيانة المنتج بعد
التسليم .
وفي عالم تطوير
الأنظمة توجد عدة منهجيات علمية يتم الأعتماد عليها في بناء الأنظمة , تختلف هذه
المنهجيات بمميزات تميزها عن غيرها و بعيوب تقلل أهميتها و إستخدامها و هذه
المميزات و العيوب تعتمد بشكل رئيسي على
المشروع المطروح من قبل الزبون من حيث كبر حجمة , الوقت المستغرق لأكتمالة ,
التعقيد المنطقي لعمل المنتج , تعدد المتطلبات .
أساس علم حياة
تطوير الأنظمة هو تقسيم المشروع الى عدة مراحل و كل مرحلة يتم تنفيذها من قبل
أفراد متخصصين , مثلاً مرحلة التحليل متخصصين بتحليل الأنظمة و مرحلة التخطيط متخصصين بالتصميم و معمارية الأنظمة و مرحلة التنفيذ متخصصين بكتابة الأكواد
البرمجية و مرحلة الأختبار متخصصين بأختبار الأنظمة . وهذا ينطبق على بناء العمارة
في المثال أعلاه فنرى المقاول و الزبون و المهندس المعماري في مرحلة التحليل و أما
مرحلة التخطيط فيأتي دور المهندس المعماري
في تخطيط المشروع و أما مرحلة التنفيذ فنرى المهندس المدني الذي يعتمد على
المخططات الموضوعة مسبقاً من قبل المهندس المعماري .
سوف نتطرق في هذا
السياق على جوانب و مراحل تطوير الأنظمة في الدروس القادمة .
No comments:
Post a Comment